خلافات بين قطبي التحالف .. عيدروس يعود إلى عدن والفرحان يطير إلى أبو ظبي
يمنات – خاص
أنس القباطي
تبدو الخلافات واضحة بين قطبي التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس/آذار ٢٠١٥.
يتضح ذلك من خلال عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بشكل مفاجئ إلى عدن، مغرب السبت ٠١ مايو/آذار ٢٠٢١، قادما من أبو ظبي، و الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل الفرحان إلى العاصمة الاماراتية مساء ذات اليوم.
الزبيدي عقب وصوله إلى عدن – التي تسيطر على المشهد الامني و العسكري فيها قوات المجلس الانتقالي الذي يرأسه، و التي تسعى السعودية لاعادة هيكلتها بما يضمن ابقائها تحت السيطرة – ترأس اجتماع للهيئة القيادية للمجلس الانتقالي، و الذي أكد على ضرورة اشراك المجلس كطرف في أي محادثات قادمة، ما يؤكد ان هناك محاولات لاستبعاد الانتقالي من التواجد على طاولة التفاوض كطرف رئيسي، في رسالة واضحة للرياض، أن المجلس الانتقالي لن يقبل بالحضور ضمن مكون الشرعية.
رسالة الانتقالي هي في الأساس رسالة أبو ظبي للرياض، و التي على أساسها وصل الفرحان إلى أبو ظبي، و التقى بوزير الخارجية؛ الشيخ عبد الله بن زايد.
خلال الفترة الماضية ظل الحراك الدبلوماسي في الملف اليمني محصورا بين الرياض و مسقط، على اعتبار ان الأولى مقر اقامة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، و الثانية مقر لوفد خصومها، لكن لقاءات المبعوثين الاممي و الامريكي و معهما دبلوماسيين اوربيين ظلت محصورة في القيادة السعودية، و أخر ذلك لقاء المبعوث الامريكي، تيم ليندر كينغ مع ولي العهد السعودي، الذي حشد للقاء كبار رجال دولته، و يبدو ان ذلك أثار غضب أبو ظبي التي ظلت في الهامش من كل تلك التحركات، و استئثار الرياض و مسقط بالأضواء، و الاخيرة زارها وزير الخارجية الايراني في اطار تحرك تفهمه أبو ظبي بأنه سعي لحصرها في زواية ضيقة في اطار تسوية يمنية، سيكون للمصالح الاقليمية و الدولية حضور كبير فيها.
خلافات الرياض و ابو ظبي ان لم يطوقها لقاء الفرحان و ابن زايد، فإنها ستدفع بالاوضاع في الجنوب اليمني للتوتر، و ربما الدفع باتجاه مواجهات مسلحة في شبوة و وادي حضرموت و أبين، كورقة ضغط لخلط الأوراق. و ما تعرض له موكب رئيس الحكومة معين عبد الملك في المكلا إلا رسالة يجب قراءتها بتمعن، عوضا عن اضطرار وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان لمغادرة عدن و اعلان مكتبه انه سيباشر أعماله من سيؤون.
في حال تفافمت الخلافات بين قطبي التحالف، فإن السعودية قد تتجه للحلول الجزئية كما هي عادتها، من خلال الضغط على هادي و حلفائه و ابرزهم تجمع الاصلاح للقبول بتسوية مع الحوثيين، تجنبها الهجمات الجوية العابرة للحدود، و من ثم التفرغ لمنازلة الانتقالي لاحقا عبر ادوات محلية، قد تكون خصمهم اللدود تجمع الاصلاح و القوات السلفية الموالية للاصلاح في الجنوب، و ربما أطراف التسوية مجتمعة، و هو الصراع الذي سيأخذ أبعاد لن تكون في صالح الاستقرار في الجنوب و مستقبل البلد بشكل عام، لكن الرياض تبدو على عجلة من أمرها للخروج من ورطة حرب اليمن و وقف المسيرات و الصواريخ الباليستية التي تقض مضجعها.
الايام القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل، و ستقرأ من خلال بقاء الزبيدي في عدن او مغادرتها، فالبقاء اشارة واضحة للتصعيد و حنق أبو ظبي، بعكس المغادرة التي تعني نجاح الفرحان في نزع فتيل التوتر.